خلدت بلادنا اليوم الثلاثاء، بمقر المندوبية العامة للأمن المدني وتسيير الأزمات في انواكشوط، اليوم العالمي للحماية المدنية تحت شعار “الحماية المدنية إدارة السكان المشردين في زمن الكوارث الطبيعية والأزمات، ودور المتطوعين في مكافحة الأوبئة”.
وتميز الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة تحت إشراف معالي وزير الداخلية واللامركزية السيد محمد سالم ولد مرزوك برفع العلم الوطني واستعراض تشكيلات من الأمن المدني وكبار الضباط بقطاع الأمن المدني وتسيير الأزمات قبل زيارة الوزير رفقة معالي وزير الدفاع الوطني السيد حننه ولد سيدي لمعرض آليات ومعدات الأمن المدني والوحدات المتخصصة في مختلف المجالات ذات الصلة بالأمن المدني وتسيير الأزمات المنظم بهذه المناسبة.
كما تم بهذه المناسبة تخرج الدفعة الثامنة من وكلاء الأمن المدني وتسيير الأزمات مكونة من 130 وكيلا من بينهم 25 عنصرا نسويا و30 سائقا والتي حملت اسم المرحوم المساعد الحسين ولد دمبه والدفعة الأولى في مجال المحاسبة والإدارة.
وقال معالي وزير الداخلية واللامركزية في كلمة له بالمناسبة: “يسعدني وأنا أشرف على فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للحماية المدنية، أن أقاسمكم فرحة مزدوجة، حين يتزامن التخليد هذا العام مع تخرج الدفعة الثامنة من وكلاء الأمن المدني، واكتمال تكوين مجموعة من الجهاز نفسه في مجالات المحاسبة والمراسلات الإدارية.
تجسيدا للعناية الخاصة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لأمن المواطن وممتلكاته، تقرر في إطار خطة رباعية 2021-2024 رفع سقف الوسائل البشرية والمالية وكذا اللوجستية للأمن المدني من خلال اكتتابات منتظمة ومتوالية واقتناء العديد من الآليات واللوازم، الضرورية للاستفادة بشكل أوسع من خدمات الأمن المدني.
وفي نفس الإطار، قمنا بإصلاحات هيكلية تم بموجبها ترقية الإدارة العامة للحماية المدنية إلى مندوبية عامة للأمن المدني وتسيير الأزمات منذ فاتح أكتوبر 2019، مع منحها صلاحيات أوسع، كما تم خلال العام 2021 إصدار القانون المحدد للنظام الخاص لأفراد الأمن المدني، وكذلك المرسوم القاضي بتنظيم وسير عمل المندوبية العامة للأمن المدني وتسيير الأزمات.
لا يخفي عليكم ما تشهده بلادنا من نمو اقتصادي متزايد وآفاق مستقبلية واعدة ناتجة عن الاستغلال المعقلن للموارد الطبيعية، وما يترتب على ذلك من تحديات ومخاطر بيئية جمة تجعل من مهام رجال الأمن المدني عبئا ثقيلا ومسؤولية جسيمة يستدعيان مزيدا من اليقظة والتضحية والاستعداد.
لقد ضربت جائحة كوفيد بقوة في كل أنحاء العالم منذ أواخر العام 2019، في الوقت الذي يشهد فيه العالم تغيرات مناخية مزعجة وتمارس فيه الكوارث لعبتها التي لا ترحم في بعض البقاع، وتلك أمور مجتمعة دفعت المنظمة الدولية للحماية المدنية إلى اختيار “الحماية المدنية و إدارة السكان المشردين في زمن الكوارث الطبيعية و الأزمات.. دور المتطوعين و مكافحة الأوبئة شعارا للتخليد هذا العام.
وهنا أود أن أتقدم بالشكر للدول الصديقة و شركائنا في التنمية، من منظمات وهيئات دولية، على ما يقدمونه من دعم لتطوير و تعزيز قدرات منظومة الأمن المدني في بلادنا.
وبكل التقدير أتوجه لأرواح شهدائنا الأبرار ولأبنائنا مصابي الواجب الذين سطروا بتضحياتهم أروع البطولات.
أما أنتم أبنائي الخريجين فإن تسميتكم دفعة الشهيد -المساعد الحسين ولد احمد دمب ، الذي تفانى في الأداء و بذل الغالي و النفيس خدمة لهذا القطاع حتى سقط في ساحة الشرف بتاريخ 19 يوليو 2021، لذات دلالة عميقة على نبل التضحية وجسامة المسؤولية.
وحين نشهد ونبارك أولى خطواتكم و انتم أشداء العزم حريصون على العطاء نستذكر تضحيات أجيال سبقتكم..
و يُسعِدُنِى كثيرا أن أَتقدمَ بالتهنئةِ لأسرِكم الذينَّ طالما دعموا مسيرتكم وباتوا ينتظرونَ حصاد اليوم .و إننى على يقين أنكم تؤمنون بحماية الوطن واجبا والتفانى فى الحفاظ على مقدراته نهجا وسلوكا..
أحرصوا على الجدية فى تنفيذ مهامكم وأعلموا أنكم الآن تمثلون ركائز لمستقبل وطنكم، فاعملوا على الارتقاء بقدراتكم و اجعلوا من أدائكم عنوانًا لقيم الانضباط و الوفاء وقدوةً لشباب أمَتكُمْ حفظ الله موريتانيا وأدام عزها واحة أمن وأمان”.
وبدوره أوضح المندوب العام للأمن المدني وتسيير الأزمات اللواء ختار ولد محمد امبارك في كلمة له بنفس المناسبة أن اختيار هذا الشعار نابع من واقع معاش في كثير من دول العالم التي تعاني من تزايد مضطرد لنزوح السكان بسبب الأزمات الصحية والأمنية والسياسية والاقتصادية والبيئية.
وقال إن العناية الخاصة التي توليها السلطات العليا في البلد لسلامة المواطنين وأمن ممتلكاتهم تجسد منذ 2019 من بين أمور أخرى في تعزيز قدرات الأمن المدني وتقريب خدماته من السكان.
وأضاف أن القطاع شهد خلال السنتين الأخيرتين تحسينات جوهرية تجلت في تحيين النصوص القانونية والرفع من قدرات التدخل وزيادة المخصصات المالية بنسبة معتبرة .
وأضح أنه خلال السنة المنصرمة أنجزت مصالح الأمن المدني الموزعة على 11 ولاية من خلال 17 مركز إغاثة ما مجموعه 2746 تدخلا شمل الإطفاء والإنقاذ وتقديم الإسعافات الأولية وإيفاد وحدة متخصصة في إخماد حرائق المراعي.
وأضاف أن تزايد الأخطار الناتجة عن التطور الصناعي والنمو الديموغرافي المتسارع وما يرافق ذلك من تغيرات مناخية، وتنامي لحوادث السير وغيرها يفرض علينا أكثر من أي وقت مضى، أن نطور أساليبنا ونضاعف جهودنا وإمكاناتنا حتى نكون على قدر المسؤولية.
وأكد أنه لولا العناية التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الغزواني لتطوير وتحديث قطاع الأمن المدني وتسيير الأزمات الأمر الذي مكن من كسب ثقة المواطنين ودعم الشركاء.
ومن جانبه أشاد عمدة بلدية لكصر السيد محمد السالك ولد عمر بالدور الريادي الذي يلعبه جهاز الأمن المدني وتسيير الأزمات في أمن الأنفس وحماية الممتلكات ضد ما يتهددها في ظل تعاظم المخاطر في المنازل والشوارع وأماكن العمل.
وبدوره قدم السيد أحمد ولد مكيه في كلمة له باسم رئيس الهلال الأحمر الموريتاني إحاطة عن دور الهلال الأحمر الموريتاني ومتطوعيه منذ نشأته بتاريخ 4 مار 1971 وتدخلاته المشهودة عند الضرورة في كافة المجالات ذات الصلة بأمن المواطنين وممتلكاتهم وخاصة خلال الكوارث.
وعبر رئيس رابطة متقاعدي الأمن المدني السيد دافا لوبيز في كلمة له بالمناسبة عن شكره لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على العناية التي يوليها للمتقاعدين في البلد والتي تجسدت من خلال زيادة المعاشات وصرفها شهريا بدل ثلاثة أشهر.
وتميز الحفل بحضور الأمينة العامة لوزارة الداخلية واللامركزية وولاة نواكشوط وحاكمة مقاطعة لكصر ورئيس سلطة تنظيم النقل الطرقي وعدد من المسؤولين المركزيين بالقطاعات العسكرية والأمنية والمدعوين.