ملتقى المواطنة والسلم.. 50 بلدية في ضيافة بلدية لكصر

افتتح صباح الاثنين 22-11-2021، الملتقى المنظم من طرف بلدية لكصر بالتعاون مع رابطة عمد موريتانيا تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، إضافة إلى انطلاق نشاط شبكة “عمد من أجل ترقية المواطنة وتوطيد اللحمة الاجتماعية وثقافة السلم”.
وقال وزير الداخلية واللامركزية محمد سالم ولد مرزوك، لدى افتتاحه الملتقى إنه يعتبر لبنة أولى لبناء تأسيس شبكة العمد الموريتانيين في مسعى لترسيخ ثقافة المواطنة وتعزيز اللحمة الاجتماعية ونشر السلم، معتبر أنها أمور مجتمعة تمثل خطوة هامة في إطار صيانة قيم الدولة الوطنية وما تأسست عليه قواعد هذا البلد من مبادئ العدل والأخوة والمواطنة السليمة في حاضنة تجمع ولا تفرق سبيلا إلى بناء المواطن الموريتاني المؤمن بالوحدة الوطنية والديمقراطية التشاركية التي تسمو على الفوارق السلبية.
وأشار إلى ان انتخاب رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني كان بداية مرحلة جديدة من الانفتاح والولاء للوطن وترسيخ مفهوم الدولة والممارسة الديمقراطية في قطيعة تامة مع ما غلب على الاذهان وجثم على العقليات خلال عقد من الزمن نتيجة ما شاع من ضياع في القيم واختلال في المبادئ.
واعتبر وزير الداخلية أن الشبكة تعتبر مؤشر خير للإسهامات التنموية الواعدة على درب بناة الوطن، مجددا التأكيد على استعداد الحكومة التام لدعم جهود وأهداف الطموحة تجسيدا لرؤية وتوجيه من فخامة الرئيس الذي يولي اهتماما كبيرا لدعم مسار اللامركزية وتوطيد آليات الثقافة الديمقراطية المحلية كقاعدة أساسية للتنمية المحلية.

وقد رحب عمدة بلدية لكصر الدكتور محمد السالك ولد عمار في كلمة له بالمناسبة بكافة المشاركين أحر ترحيب على أديم بلدية لكصر، وذلك بمناسبة هذا الملتقى، مشيرا إلى أن النشاط ستواكبه الانطلاقة الرسمية لشبكة عمد من أجل ترقية المواطنة وتوطيد اللحمة الوطنية وثقافة السلم، مضيفا “لا شك أنكم تدركون أن بناء أي مجتمع عصري عادل ومنصف وموحد ومتجذر في قيمه لابد له ضرورة أن يمر بتعزيز التماسك الاجتماعي والسلم والمساواة بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات”.
وأوضح أن عدم احترام التنوع وحقوق الإنسان الأساسية واستمرار الإقصاء وانتشار خطاب الكراهية يشكل تهديدات كبيرة للسلم العام، كما يؤدي إلى تفاقم التوترات بجميع أنواعها التي ويمكن أن تثير النزاعات.
وأشار الدكتور محمد السالك ولد عمار إلى أن مبادرة البلدية بالتعاون مع رابطة عمدة موريتانيا جاءت تمشيا مع الرؤية الإصلاحية التنموية الثاقبة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني التي تضع نصب عينيها تثبيت ركائز دولة القانون ومؤسسات قوية أساسها العدل والإنصاف وقوامها المواطنة والتعايش السلمي في كنف التنوع الثقافي وقيم الإخاء والتسامح.
وأضاف أن ذلك تم إدراكا للدور المحوري الذي تلعبه البلديات في حمل هذه الرسالة وجعلها واقعا معاشا ليس فقط لما للعمد والمجالس البلدية من دور هام كحلقة أساسية للتنمية المنشودة.
وقال عمدة بلدية لكصر إن البلديات ونظرا لعامل القرب من المواطنين، ومسايرة لهمومهم اليومية ومعايشة مشاكلهم اليومية فإنها هي المتضرر الأول من أية انعكاسات سلبية كانتشار خطاب الكراهية والتطرف والعنف.
وأكد أنه من شأن شبكة العمد من أجل ترقية المواطنة وتوطيد اللحمة الاجتماعية وثقافة السلم أن تكون إضافة هامة للجهود المقامة بها من لدن السلطات العليا في البلد، مضيفا “وفي هذا الصدد أطلقت بلدية لكصر بالتعاون مع رابطة العمد الموريتانيين هذه المبادرة وهي تستحضر دور مد الجسور بين البلديات وتعزيز التعاون والشراكة البينية سبيلا إلى مواجهة عديد التحديات التنموية والاجتماعية والأمنية”.
وأشار الدكتور محمد السالك ولد عمار إلى أن خلق فضاء للشراكة يختص بمواضيع بذاتها كهذه الشبكة سيكون لها أثر البارز في توطيد اللحمة الاجتماعية ونشر ثقافة الإخاء والتسامح وتعزيز ثقافة المواطنة. 
وأوضح أنهم يسعون إلى أن تكون شراكتهم مع البلديات في هذا الإطار إضافة نوعية إلى الجهود الكبيرة المقام بها من طرف الحكومة وخاصة قطاع الداخلية واللامركزية دعما ومساندة للبلديات لأداء الأدوار التنموية المنوطة بها، مضيفا “وهي فرصة لأن تكون هذه الشراكات حصنا حصينا لجميع البلديات إذ تحمي ساكنتها مغبة الانجراف خلف خطاب التطرف والدعوة إلى الانشقاق والعنف والإرهاب، دعوة قد يكون وقودها الأساس هو الإحساس بالإهمال والإقصاء والغبن”.
وأشاد عمدة بلدية لكصر الدكتور محمد السالك ولد عمار، إلى الدور الهام للاستراتيجية الوطنية للامركزية واستحداث مجلس أعلى للامركزية بقيادة رئيس الجمهورية وجائزة لحقوق الإنسان واللحمة الاجتماعية، معتبرا أن تلك الخطوات الهامة تجسد الإرادة الجادة والسعي الحثيث من لدن رئيس الجمهورية، والقطاع المعني في جعل المجالس المحلية قاطرة للتنمية وصمام أمان للسلم الأهلي والتعايش في كنف دولة المواطنة.
بدوره اعتبر رئيس رابطة عمد موريتانيا أن حضور وزير الداخلية وعدد من أعضاء الحكومة لحفل افتتاح الملتقى يدل على الاهتمام بالمرفق البلدي، والحرص على مواكبة نشاطاته، مشيرا إلى أنهم اختاروا أن تنطلق الشبكة في الأسبوع الذي يشهد الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال الوطني في خضم انطلاق مسلسل التشاور الوطني الهادف إلى تحقيق الألفة حول القضايا الوطنية الكبرى.
وأوضح أن إرادة رئيس الجمهورية تثبت تبني التشاور في جو من الهدوء والسكينة، معتبرا أن ذلك يرمز لوحدة وطنية تتعز من ثقافة المواطنة وواقع اللحمة الاجتماعية.