قد اقترب موعدك ايها العيد المجيد؛ و دخل شهرك المظفر شهر نوفمبر
و الذي نحتفي به كل سنة و نردد ما رددت الاجيال تلو الأجيال
كلمات الشاعر الاديب الكبير كابر هاشم رحمه الله و أدخله فسيح جناته.
نوفمبر آت من الليل فجرا
به عبق من دم الشهــدا
نوفمبر آت من الليل يحكــي
مغاور شعب يجيد الفدا
فقد بحت حناجر الفنانين و الفنانات غناء للترحيب بك يا نوفمبر و بحت حناجر الشعراء و حق لهم ذلك.
يقول الشاعر المعاصر احمد ميلود في قصيدته *نوفمبر*
(تشرين) أشرق ضاحكا متغردا
يروي المسامع ذكره بقرابه
فإذا الزمان ترَفرُفٌ وتبسُمٌ
وإذا الرمال تعانقت لعُبابه
و نقف و قفة شموخ أمام قصيدة الشاعر الاديب الكبير احمد عبد القادر و هو يقول:
فرحة العيد أيقظت ذكرياتي
من صميمي وحركت خطراتي
إلى ان يقول أطال الله عمره في صحة و عافية؛ في ختام القصيدة المجبدة التليدة
فأنعتاق الوجود ألهم نفسي
حكمة قلتها بذاتي لذاتي
ليس في عالم العذاب عذاب
مثل خنق الحياة في ذي الحياة
نعم ايها الأب الفاضل و القائد المناضل ؛ إن من أشد العذاب خنق الحياة في ذي الحياة.
لقد خنقنا ايما خنق!!!
فنص المادة السادسة من الدستور يقول بما لا يقبل للتأويل و لا التحريف
اللغات الوطنية هي العربية والبولارية والسونكية والولفية. اللغة الرسمية هي العربية.
و نحن في الواقع من 1960م و حتى الآن نقرأها هكذا
” لغة التعامل الرسمي هي الفرنسية لغة المستعمر الذي تربطنا به علاقة إستراتيجة عميقة و اللغة العربية لغة مهمة و يليها في الاهتمام غيرها من اللغات الوطنية”
إن دستور الواقع المؤلم هذا!، ما يزال ينغص علينا ذكراك الخالدة ايها الشهر الجميل و اليوم النبيل.
ألا يشفع للغة العربية انها لغة القرآن و الإسلام الذي هو دين البلد؛ لكي تأخذ حقها كلغة رسمية ينص عليها الدستور.
و كيف نفهم أن اللغة الاجنبية(لغة المستعمر)، هي من يسلب اللغة العربية حقها نهارا جهارا.
إن العقل يقف حائرا أمام سيادة لغة دخيلة اجنبية على لغة الأصالة و القيم في عقر دارها. و نجدنا و نحن نسعى لنحتفل بإستقلالنا؛ و كأننا عاجزون عن تطبيق دستورنا الذي هو المعبر الأول عن إستقلالنا و سيادتنا.
حتى ان بعض النخب في الاحزاب السياسية؛ يرضى بأن يظل دستوره يلوى ذراعه بحجة أن لغة المستعمر هي لغة تكوين و تعليم تم اعتمادها منذ فترة و النخب الحاكمة اغلبها ثقافتة ثقافة فرنسية، دون ان يشعر ان لغاته الوطنية و على رأسها اللغة الرسمية اللغة العربية؛ تم إقصاؤها طيلة تلك الفترة.
مهلا أيها النخب …
مهلا ايها القادة …
فلئن كان الدستور هو الخيط الناظم الجامع لدولتنا و شعبنا و أمتنا الموريتانية.
فلماذا نظل ندوس عليه في أهم قطاعاتنا الحيوية(التعليم).
مهلا ايها العيد المجيد …!
فما تزال رواسب المستعمر متجذرة ليس فقط في مدارس وطننا و علاقاته بالمستعمر.
بل في مخيلة المواطن المثقف الواعي الأكادمي دون أن يشعر أو يقصد.
فالمتحدث باللغة الفرنسية يحمل من القدسية ما لا يحمله أديب متبحر في فن البلاغة العربية.
و تجد الفرق شاسعا حينما يدخلان كواليس الإدارة ليجد الأخير أنه مجرد أجنبي او أمي يزور إدارة يجهل كل ما فيها.
إن الغربة التي تعيشها اللغة العربية في وطنها و أمام دستور ينطق بها و يعززها …تخنقنا أيما خنق!!!
فمتى سنحتفل بك ايها العيد المجيد و نغني عليك بلغة الضاد دون أن تكون لغة الأجنبي المستعمر تخنق حناجرنا و تجثو على صدورنا؟