شخصنة المؤسسات! / محمد سالم حبيب

لعل السبب الرئيس في ضعف أداء مؤسساتنا، وانحسار ه، وخاصة منها الخدمية وتلك المشكلة للرأي العام؛ هو شخصنة مثل هذه المرافق وتسييرها بعقلية أحادية متحجرة.
لذلك جرت على ألسنة الكثير منا – بوعي أو بغيره – عبارات من مثل:
حزب فلان، موقع فلان، نقابة فلان…
مما خلق فكرة ما يسمى: “الشخص المركز”.
وبهذا التصرف والتوجه الذي يختزل المؤسسات في شخص واحد، ينتقل الأمر من مسؤول المؤسسة؛ إلى مؤسسة المسؤول.
فيرى أن أي تصرف أو فكرة أو خطة لايمكن أن تتم إلا بمبادرة أو إشراف أو إبداع منه، وفي أسوإ الأحوال بإيعاز ومباركة منه.
تصرفات ومسلكيات دأب عليها مسؤلو المؤسسات الأول عندنا ؛ وقتلت فينا روح المبادرة والإيجابية والإبداع.
ولعل بعض المرافق، انتبهت شخوصه  لهذه الظاهرة بمن فيهم المسؤول الأول؛ وتحاشتها ما أمكن، لكنها تظل في حدود الاستثناء الذي يثبت القاعدة.
ذلك التمركز وتلك التصرفات التي وصلت لحد تجذرت به داخل وعينا الجمعي، حتى
وصلت أماكن العبادة التي أستأثر الله بها 《وَأَنَّ ٱلْمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدًا 》 (الجن- 18).
ومن منا لايعرف، مسجد فلان أو علان.
لذلك كان لزاما على الكثير من مسيري مؤسساتنا، ممن يطمح لنهج التغيير؛ لا “استمرار النهج” أن يتبنى مقاربة جديدة في طريق التعاطي مع تسيير الشأن العام، قوامها؛ حسن التسيير وتشجيع روح الفريق وتحيي سنة التشاور وممارسة الحكم الديمقراطي المصغر  في المؤسسة، قبل الطموح لديمقراطية أخرى، بحيز جغرافي أكبر، وتشعب أكثر و تعقيد أشد.
على طريق: فابدأ بنفسك، وانهها…
حتى نستطيع أن نطور من أدائنا ونكتشف مواهب ومهارات أفرادنا؛ بل ونستغلها الاستغلال الأمثل بما يخدم مسؤولنا الأول أولا، والصالح العام ثانيا.
وفي ذلك ما فيه، من ترشيد؛ وضرب لعصفورين بحجر واحد.