ترتيب الحروف لدينا
هناك ما يستـرعي الانتباه فـي معرض الـحديث عن انتـماء الثقافة الشنقيطية إلـى الـمغرب والأندلس، وهو أن طريقة تـرتـيب الـحروف عند الشناقطة هي: (ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و لا ی)، وهو الترتيب ذاته للـحروف عند الـمشارقة، أما عند الـمغاربة فتـرتـيبـها: (ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز ط ظ ك ل م ن ص ض ع غ ف ق س ش هـ و ی)، ويلاحظ أن اللام ألف (لا) الوارد قبل الـياء فـي تـرتـيب الـحروف عند الـمشارقة لـم ترد مطلقا ضمن ترتيب الـمغاربة للحروف[1].
وكلّ من تعلّم منا التهجي بالطريقة التقليدية يتذكر – لا مـحالة – لام الألف (لَمَالِفْ)؛ فهي اللام ذاتُها التي اتـخذها بعض سكان وطننا وسـمًا لـمواشيهم.
وكون الـخط الـمغربـي – دون تـرتیب حروفه – هو السائد فـي موريتانـيا، يطرح إشكالية التوفيق بـيـن دخول الطريقة الـمشرقية فـي ترتيب الـحروف – دون خطها – إلـى هذه البلاد، ذلك أن من شبه الـمسلّم به أن الثقافة العربـية الإسلامية دخلت موريتانـيا قادمة من الأندلس والـمغرب فلا بدَّ أن الـخط الـمتّبع فـيهما قد صحبـها، فـي الوقت الذي يستبعد فـيه جلُّ الباحثين الـموريتانـيين وجود أي صلات ثقافـية بین موريتانـيا والـمشرق العربـي إلا ابتداء من القرنين الثـانـي عشر والثـالث عشر الـهجرييـن.
[1] انظر: الـمـحكم فـي نقط الـمصاحف، أبو عمرو الدانـي، تـحقيق: د. عزة حسن، طبعة دار الفكر – دمشق، 1997، ص30 وما بعدها.
وفتـح الشكور فـي معرفة أعيان علـماء التكرور، الطالب مـحـمد بن أبـي بكر الصديق البرتلي، تـحقيق: عبدالودود ولد عبدالله والدكتور أحـمد جـمال ولد الـحسن، منشورات مركز نـجيبويه للـمخطوطات وخدمة التراث، القاهرة – 2010، ص37.