فتش عن فرنسا…
منذ رفض الموريتانيين لإدخال أبنائهم مدارسها الاستعمارية، ونبذ ثقافتها الاستعمارية؛ آلت على نفسها أن تحارب لغتهم الاسلامية، وتتفه ثقافتهم، وتعزل تعليمهم عن الحياة…
فرنسا عبر ضغوطها، ومستشاريها الفنيين، ووكالاتها العاملة، وإعلامها الموجه، وطابورها الخامس، و”جمهورية سفارتها”، ومدارسها الاصلية (مونو، بتي سانتر…) ومدارس التبعية (الساحل، مهارست…) باتت تتحكم في هذه الدولة وترسم بخطوط ثلاثية الأبعاد ألغام طريقها المتعثر… مستخدمة مع تلك الوسائل “اللوجستية”، الوسائل السياسية، باستغلال الفاقة السياسية للانظمة الانفلابية العسكرية، الناجمة عن الضعف والخوف والشعور بعدم الشرعية، داخليا؛ والعزلة والتفاهة على الصعيد الخارجي كله…
ومن المؤكد ان تازيم قطاع التعليم وما يشهده الآن من تحجيم وإقصاء… له أهداف غير تربوية بعيدة الغور؛
فالمجتمع الموريتاني، مع ما ينتشر فيه من الامية والجهل، بحاجة ماسة لتوسيع مجال التعليم، وتنتشر فيه ظاهرة تاخير التمدرس، بسبب الفقر؛ ولكن أيضا بسبب ما تعودت عليه الأسر من بدء تعليم النشء “اللوح” والعلوم الشرعية في الكتاتيب والمحاظر… مما يؤخر سن التمدرس بشكل عام.
وباتخاذ إجراءات تحد السن القصوى لكل مرحلة من التعليم، بأقل الزمن، يكون أمام تلك الاسر إما ترك التعليم “اللوحي/ المحظري كلية، وإما المخاطرة بالحرمان من التعليم النظامي!!
أعتقد أن هذا إما أن فرنسا لم تغب عنه أصلا، وإما أنه يناسب هواها وما نعرفه فيها حق المعرفة!!
هل لهذا وجه من الصحة، أم هو من “عقد” البحث عن مؤامرة؟!
محمد محفوظ أحمد