ماذا نستفيد من تجربة الخطوط الجوية السنغافورية والماليزية؟

ماذا نستفيد من تجربة الخطوط الجوية السنغافورية والماليزية ؟

كانت الخطوط الجوية الماليزية السنغافورية ملكية مشتركة بين حكومة ماليزيا وسنغفورة قبل ان ينفصلا في بداية السبعينات وانقسمت الشركة الى شركتين منفصلتين هما: الخطوط الجوية الماليزية والخطوط الجوية السنغافورية.

تمتلك الحكومة الماليزية الخطوط الحوية الماليزية بواسطة “خزانا ناسيونال” صندوق الثروة السيادية الماليزي بينما تمتلك الحكومة السنغفورية 56% من أسهم الخطوط السنغافورية عن طريق وزارة المالية ، ولكنها لا تشارك في إدارة الشركة…

فلسفة “لي كوان يو” كما أشار في كتابه “قصة سنغفورة” ان كل شركة تمتلك الحكومة حصة منها يجب ان تنافس كغيرها من الشركات الخاصة… إذا ما تخفق ماليا عليها ان تغلق … السوق وحده من يحدد من يزدهر ومن يندثر… بينما فلسفة الحكومات المتعاقبة في ماليزيا هي حماية الشركات الوطنية للحفاظ على مناصب الشغل…

اليوم الخطوط الجوية السنغفورية مربحة ماديا وتوفر مناصب شغل أكثر من نظيرتها الماليزية وعمالها يتمتعون بامتيازات أفضل رغم المنافسة الشديدة في اسيا… بينما شركة الخطوط الجوية الماليزية اليوم على حافة الإفلاس وتحتاج إلى حوالي دعم مالي يقد ب 250 مليون دولار سنويا وهي على وشك تسريح العديد من العمال وتنتظر مستثمريين لينقذوها…

الأرقام لا تكذب….

الخطوط السنغافورية: 115 موظف لكل طائرة
حجم الأسطول: 127 وعدد الموظفين: 14729
مجموع المسافرين: 65 مليون مسافر سنويا (2018)
الربح الصافي: 570 مليون دولار أمريكي (السنة المالية 2017/18)

الخطوط الماايزية: 172 موظف لكل طائرة
حجم الأسطول: 81 وعدد الموظفين: 14000
مجموع المسافرين: حوالي 60 مليون مسافر سنويا (2018)
خسائر تقدر ب: 190.5 مليون دولار (2018)

الخطوط الجوية الجزائرية تشغل 156 موظف لكل طائرة.
حجم الأسطول: حوالي 58 وعدد الموظفين: 9078
مجموع المسافرين: حوالي 8 مليون مسافر سنويا (2016)
خسائر تقدر ب: 13 مليون دولار أمريكي (2016)

اذا قارنا الخطوط الجوية الماليزية بالخطوط السنغفورية فنجد ان الماليزية لديها فائض في الموظفيين يقدر ب 4685 موظف! ونجد ان الجزائرية لديها فائض في الموظفيين يقدر ب 2408 موظف مقارنة بالخطوط السنغفورية…

الدرس المستفاد:
الحفاظ على مؤسسات عالة على المجتمع والاقتصاد من أجل الحفاظ على مناصب شغل وهمية هو انتحار على المدى البعيد وسيسقط السوق عاجلا أم اجلا ورقة التوت المالية التي تغطي عورات الشركات الحكومية… ويكشف معه عورة الموظفين والبيروقراطيين الذين يتظاهرون بالعمل…