نظم منتدى السوسيولوجيين الموريتانيين مساء أمس الجمعة 03 فبراير 2023 في قاعة الأنشطة بالمتحف الوطني، ندوة علمية ناقشت مسألة ملكية الأرض بموريتانيا وتداعياتها الاجتماعية والسياسية، أنعش الندوة الدكتور يحيى ولد البراء محاضرا والدكتور المصطفى ولد الطالب مناقشا والأستاذ إبراهيم ولد بلال مناقشا.
وقال رئيس منتدى السوسيولوجيين الموريتانين الدكتور باب ولد سيد أحمد لعلي، أن القضايا الكبرى ذات التأثير الذهني والواقعي المعتبر على حياة الناس، لا يجب أن يُترك تداولها بين يديْ أهل السياسية حكرا، لما قد ينتج عن ذلك من اختلالات تعمقها وتجذرها أكثر من احتمالات حلها، إذ إن أهل العلم والمعرفة والاختصاص أولى في مواجهة ذلك قبل غيرهم، ومعالجاتهم لها أنفع وأجدى للدولة والمجتمع، وهي مسألة لا زالت غائبة في حسابات النخبة، وما يرتب عليها من تهميش أهل الاختصاص في مواطن اهتماماتهم خطير جدا، فليس من المستساغ الرجوع إلى غير أهل الاختصاص في قضايا جوهرية لها تأثير بالغ على مستقبل الأمة والمجتمع انتصارا لرأي سياسي معين أو تهميشا لآخر وتصنيفا له، وليس من المستساغ أيضا تداول قضايانا الاجتماعية الكبرى من غير أهل الاختصاص ومن الذين لا يحكم فاعليتهم أي منطق علمي نبيل، بل إن آراء الساسة والنخبة يجب أن تكون مشتقة من بحوث وتفسيرات وفهم أهل الاختصاص، وليست تلك مسألة مبتدعة، بل هي شِرعة كل أمة تحترم نفسها وتؤمن بذاتها ومتصالحة معها.
وناقش الدكتور المحاضر يحيى ولد البراء مسألة ملكية الأرض بموريتانيا بالرجوع إلى أصولها الشرعية، مع بداية دخول الإسلام في موريتانيا، موضحا أن الأرض وفق هذا السياق إما أن تكون أرضا فتحت عنوة أو سلما أو دخل أهلها الإسلام، وما ينتج عند الفقهاء من اعتبارات تلك الخيارات الثلاثة، واستطرد مشكل الأرض تاريخا مرورا بتسيير المستعمر لها إلى غاية حكم الدولة والوطنية والتبعات الملكية الاجتماعية التي تخللت ميلاد الدولة ونتائج ذلك التسيير والتفاعل المجتمعي بين الدولة والمجتمع.
وناقش المحاضرة الدكتور المصطفى ولد الطالب والأستاذ إبراهيم ولد بلال، كما تدخل عدة أكاديميين وباحثين من أمثال محمد المختار ولد السعد والدكتور محمد ولد بوعليبة ويربه ولد نافع رئيس ميثاق الحراطين.