في موريتانيا عبر كل مراحل تاريخها تعايشت هنا كافة المكونات القبلية
والعرقية، يجمعها الدين والثقافة والكرم والإباء، كل الموريتانيون
متمسكون بإرثهم الثقافي كل حسب خصوصيته وأسلوب عاداته وتقاليده، كلهم
ظلوا محافظين على أرضهم، تصدوا لكل محاولات تجزئتها ودفعوا أرواحهم
الطاهرة في سبيل حريتها واستقرارها وحفاظا على وحدتها وكرامتها، عانوا من
أجل ذلك، ولن ينخدعوا ولن يفرطوا في أمنهم ووطنهم، ولن يسوقهم الآثمون
لقاع الفشل..
في موريتانيا، طفت على سطح الفشل السياسي منذ بعض الوقت كل أنواع الإثارة
العنصرية والشرائيحية الهادفة إلى بث الكراهية بين مكونات الشعب، وهي
نتيجة خطاب معارض عجز عن مواكبة نهضة موريتانيا، حين انتفت أسباب النقد
التقليدي للنظام، وحين ولى زمن الفساد ، وظهرت الانجازات ماثلة وقطعت
موريتانيا أشواطا على مستوى جميع الصعد وطنيا وإقليميا ودوليا، كل ذلك
حدث في وقت قياسي وخلال فترة النظام الحالي القصيرة جدا بالقياس مع فترات
نهوض الأمم..
في موريتانيا، برزت الدعوات العنصرية والشرائحية كعمل موازي ومكمل لسعي
أعداء موريتانيا وأعداء الإسلام لزعزعة استقرار الشعوب المسلمة، فقد بدأ
مع طرد السفير الصهيوني في نواكشوط، وقادته جهات كانت معروفة الارتباط
بسفارة الصهيونية، ولا زالت الصهيونية العالمية بشتى عناوينها حول
العالم، تزرع بذور الفتنة في موريتانيا، تلمع كل من يرفع الصوت بساقط
الكلام وتثمن جهود كل من يحيك مؤامرة دينية أو عرقية في شارع موريتانيا..
إن ريح الفشل، وخطاب الكراهية المدعوم من طرف الشعوبية الدينية
الاخوانية، أصبح مكشوفا لحد أن قادة التيار الإسلامي والمحسوبين عليهم،
يروجون كل أفكار متطرفة حتى لو كانت غير ذات أهمية، لأن هدف أسيادهم
الذين يمولونهم هو أن تحدث الفتنة – لا قدر الله – بين مكونات شعبنا..
كما أن معامل الصهيونية العالمية بعد فشل محرقة “الربيع الموتور” تحاول
أن تغير مسار الحريق حتى ينتج قرابين كثر من الدم القاني تروي ظمأ معبود
الصهيونية، وتشفي قليلها من أمة العرب المسلمين، وتواصل المجاميع
الشعوبية والعنصرية ولوغهم في دماء الأبرياء..
أمام وضع كهذا على كل الموريتانيين، أن يثبتوا أن وحدتهم ووعيهم وعراقة
تكاملهم وتماسكهم، وارتباطهم الأبدي بالأرض، وثقافتهم الدينية
والاجتماعية وقيمهم النبيلة، أعظم وأقوى من أن تهزها ريح الفشل المعارض،
وأرفع من أن ينالها خطاب السقوط المروج بقصد تحطيم قيم المجتمع..
كما أن على الدولة أن تعزل كل أعضائها وعناصرها الذين يرتبطون بمجاميع
الفعل التخريبي الديني والعنصري، فهم رأس الحربة في إشعال الحريق.!!!
ولله الأمر من قبل ومن بعد
سيدي ولد محمد فال كاتب صحفي مستقل