تستعد بلادنا لولوج العام الجديد 2019ً بمناخ سياسي و اجتماعي “شبه مضطرب”بفعل ظهور أشراط انتخابات رئاسية “غير مسبوقة”فى سياقها و مَسَاقِهَا بالتاريخ السياسي الموريتاني و ضغطِ تداعيات ظَرْفٍ اقتصادي مُسْتَبْشِرٍ تارة بثروة غازية “مَنْظُورَةٍ” و قَتُورٍ تارة أخرى بفعل تدهور أسعار الحديد و “الحالة غير الصحية”التى تعانى منها الشركة الوطنية للمناجم و الصناعة.
وفى هذا المناخ المَنْعُوتِ بِخَلْطَةٍ من التفاؤل و التشاؤم و الترقب و التشوُفِ فكلى طموحٌ إلى أن يوفق بلدنا إلى تحقيق الآمال الخمسة التالية خلال العام2019 الذى تفصلنا عنه ساعات معدوداتٌ :-
أولا: تثبيتُ و تحصين ُ الاستقرار السياسي و النموذج الديمقراطي الموريتاني: سَيِدُ آمال الموريتانيين -كل الموريتانيين- عام 2019 هو أن يتجاوز الموريتانيون “امتحان الاستحقاقات الرئاسية” فى جو من الوفاق و الهدوء و نظافة الانتخابات بما يضمن الاستقرار السياسي للبلد و يحصن “النموذج الديمقراطي”الموريتاني من الارتكاس و يعزز الحُلُمَ بموريتانيا رائدة فى مجالي الديمقراطية و الاستقرار السياسي على المستوى العربي؛
ثالثا:الإجماع على أولوية إصلاح اجتماعي غير تقليدي: لا أعتقد أن أحدا نَوّرَ قلبه يجادل فى أن المتنافسين فى الاستحقاق الرئاسي المنظور يجب أن يركزوا تنافسية مشاريعهم الرئاسية و برامجهم الانتخابية على معالم إصلاح اجتماعي جريئ،عاجل غير تقليدي يجِفُفُ روافد “الصدع الشرائحي”الذي يصنف رأبُهُ باعتباره أولى الأوليات و “سنامَ المستعجلات” و الأمل معقود على تحقيق إنشاء “حلف فضول سياسي” بعد الانتخابات الرئاسية حول محاربة خفايا الاسترقاق و بقايارواسبه”؛
ثالثا:-تطهيرُ السياسة من “المهاجرين غير الشرعيين”: يجمع الموريتانيين على أن “سيل تمييع المشهد السياسي “قد بلغ الزبى و هم طامحون إلى محاربة تمييع الموسم السياسي الرئاسي المقبل من خلال سن قوانين جريئة تُطَهِرُ المشهد السياسي من “جحافل المهاجرين غير الشرعيين” إلى الفضاء السياسي من التجار و الوسطاء و “غير المصنفين”و “المناقير البيضاء”و “الكِعَابِ الحمراء”،…
و الأمل كبير فى أن يتم ترفيع الجدل السياسي الوطني خلال الموسم الانتخابي الأكبر عام 2019 بما يحيل أغلب المهاجرين/المهرجين الموصوفين بالفقرة أعلاه إلى سلات المهملات السياسية و الاجتماعية.
رابعا:انتعاشٌ اقتصادي “نظيف”: تشير التوقعات الاقتصادية إلى تحقيق نمو اقتصادي قد يزيد على 5%سنة 2019 و الأمل معقود على أن يكون نمو 2019 و ما بعدها نموا نظيفا و المقصود بالنمو النظيف النموُ الخِلْوُ من كل الشبهات و المنغصات الموجه أساسا إلى التمييز الإيجابي لصالح الشرائح و المناطق الأقل حظا و إلى ترفيع كم و كيف التعليم و إلى التشغيل الأمثل للشباب عموما و الشباب الذى أفنى ربيع عمره فى تحصيل الشهادات العليا خصوصا؛
خامسا:توطيد مكتسب “التحصين الأمني”من مخاطر الإرهاب: لا مراء فى أن مكتسب تحصين بلدنا من مخاطر الإرهاب هو “سنام”مكتسبات العشرية الأخيرة.
و الأمل معقود على أن يتم تأمين هذا المكتسب خلال عام 2019 من خلال مواصلة “سياسة القبضتين”: “القبضة الحديدية” ضد الإرهاب الوافد من خارج الحدود و “القبضة الحريرية” اتجاه الشباب ” المتواجد داخل الحدود المعروف منه و غير المعروف “الحامل” و “الناقل”للفكر المتطرف و ذلك عبر محاور ثلاث أولُها تكرار تجارب الحوار مع العلماء و ثانيها مزيدُ الاهتمام الرسمي بالشأن الإسلامي و ثالثُها تناغم السياسة الخارجية مع شواغل الأمة الإسلامية بفلسطين و بكافة مناطق اضطهاد المسلمين عبر العالم.