نظم بيت الشعر – نواكشوط الخميس ندوة نقدية تحت عنوان “أدب الطفل وأثره في التنشئة الإبداعية” وذلك بحضور لفيف من الأدباء والمثقفين والأكاديميين.
استضافت الندوة الدكتورين الباحثين: أحمدو آكاه، ويحيى عابدين؛ اللذين تناولا الموضوع من جميع زواياه وقدما توصيات بشأن الرقي بهذا الأدب الرفيع.
بدأت أولى ورقات الندوة مع الدكتور/ أحمدو آكاه، الذي قدم عرضا مطولا عن أدب الطفل وعلاقته بالتنشئة الإبداعية، وذلك عبر مقدمة أطرت للموضوع ووضعته في سياقه العام، إضافة إلى ثلاثة محاور تناول أولها تفكيك العنوان بهدف التعريف بالأجزاء المكونة لهذا البحث فتم تعريف كل من المركب الإضافي وهو “أدب الطفل” والمركب الوصفي “التنشئة الإبداعية” والواو الرابطة بين طرفي العنوان التي تعطي شحنة دلالية تتعلق بإبراز الدور الذي يلعبه المركب الإضافي في ذلك المركب الوصفي.
وفي المحور الثاني حاولت الورقة البحثية أن تعطي لمحة عن تاريخ أدب الطفل في البلاد العربية والأهميات التي يكتسيها هذا الجنس الأدبي، والتي ذكر منها الأهمية الإبداعية والجمالية، والأهمية الثقافية، والأهمية النفسية، والأهمية التربوية.
وقد توقف الباحث عند الأهمية التربوية؛ ليترك المحور الأخير والثالث من هذه الورقة للحديث عن الدور الأساسي الذي يلعبه أدب الطفل في تربية الأطفال.
وتحدث الباحث في هذا الإطار عن تعدد العوامل المؤثرة في شخصية الطفل خاصة الفنون الأدبية التي بيّن أنها تسهم إسهاما واضحا في تنمية روح الإبداع والنبوغ والعبقرية لدى هذه الفئة العمرية.
أما الدكتور/ يحي عابدين؛ فقد بدأ عرضه بتعريف “أدب الطفل” باعتباره “هو الكتابة إلى الطفل في أي فن من الفنون التي يحبها ويحتاج إليها”، واعتبر أن ذلك “يحتاج من الكاتب أو الشاعر إلى معاناة وجهد شديدين؛ لأن للطفولة خصائص ومزايا لا بد من حضورها في ذهن من يتولى الكتابة للطفل؛ فمعرفة نفسية الطفل، وإدراك مشاعره، والغوص في حدود تفكيره أمر مهم، ومسؤولية تربية الطفل تربية صحيحة، وبنائه بناء عقلياً وفكرياً يقوم على الخلق القويم، والفكر السليم، تقع في الدرجة الأولى على المربين والمعلمين والآباء”
وقال: “الطفولة هي أجمل مراحل العمر وأمتعها، وما يغرس في مرحلة الطفولة من قيم، وما يغرس فيها من أخلاق، يستمر مع الشخص في الغالب، فكل مولود يولد على الفطرة وأثر التربية الأولى عميق جداً حتى في التكوين العقدي والفكري، فالتوجيه السليم، والرعاية المبكرة الواعية هي التي ستحمي الطفل بإذن الله من التيارات المنحرفة التي تواجه الطفل في مراحل الطفولة وما بعدها”
ووزع المحاضر بحثه إلى خمسة محاور جاءت بهذه العناوين: “ماهية أدب الطفل وبدايات ظهوره”، و”خصائص ومميزات أدب الطفل”، و”أدب الطفل في المنطقة العربية”، و”أدب الطفل في موريتانيا”، و”مقترحات وتوصيات للنهوض بأدب الطفل في موريتانيا”.
بعد ذلك؛ خلصت مداخلات الحضور إلى أنه وبالرغم من الجهود التي بذلها بعض الكتاب والشعراء الموريتانيين الكبار، فإن أدب الطفل في موريتانيا ما يزال يشغل حيزا محدودا جدا من الإنتاج الأدبي في القطر، وهو ما يتطلب اتخاذ مبادرات وتنظيم ندوات لهذا الغرض، بهدف حث الأدباء على تحمل مسؤوليتهم إزاء أجيال المستقبل، والتي لا شك أن لأدب الطفل فيها دورا محوريا في تنشئته إبداعيا وتنمية آليات الحس الجمالي لديه.